طلاب يبكون وموظفون يتحسرون .. شلل في مترو الأنفاق بمصر

من طرف hamlet الخميس أبريل 24, 2008 7:23 pm

لقاهرة: توالت لليوم الثاني توابع "زلزال" تعطل مترو الأنفاق
أمس لـ7 ساعات والذي صاحبه دموع الطلاب الذين كانوا مقبلين على امتحاناتهم ويخافون
الحرمان من آدائها ، ورعب الموظفين من الخصم الذي سيلحق براتبهم بعد أن كانوا
منتظرين على أحر من الجمر العلاوة السنوية التي تقررها الدولة لموظفي القطاع العام
والخاص، فيما لم يختلف حال المارين من نفق الأزهر كثيرًا ،حيث انقطع التيار
الكهربائي به لأكثر من 14 ساعة بدأت منذ ليل أمس الأول .

إلا أن بعد الخامسة
من مساء أمس الثلاثاء عاد المترو على حالته الطبيعية وسار بانتظام في محطاته الأمر
الذي شجعني على الذهاب لعملي صباح اليوم باطمئنان ولكنني وجدت محطة حلوان فارغة بلا
قطارات وبعد الانتظار جاء أحد القطارات وسار بوتيرة شديدة البطء وتوقف في أكثر من
محطة .. " لقد تأخرت على عملي ولن أنجو من الخصومات.. وربنا يستر على باقي الركاب
".. تمتمت بتلك الكلمات بيني وبين نفسي ، لكن كان من الواضح ان هذا كان شعور جميع
الراكبين معي في المترو، حيث صرخت راكبة بعلّو صوتها وهي تقول: "يا ليتني لم أركب
المترو اليوم .. أخي نصحني بركوب الميكروباص لكني لم اهتم بكلامه".

وكان الشلل قد أصاب
حركة النقل في محافظة القاهرة أمس لنحو 7 ساعات، بسبب تعطل مترو أنفاق الخط الأول
حلوان/ المرج عدة مرات في محطات سراي القبة والدمرداش والمرج، ابتداءً من الساعة
السابعة صباحا واستمرت الأعطال تحدث بالتسلسل حتي الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وذلك
نتيجة انفجار في الشبكة الكهربائية بالمحطات الثلاث، وأعلنت شركة المترو حالة
الطوارئ لوقف تسلسل عملية الانفجارات في الشبكة. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن أحد
مهندسي الصيانة أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وتهالك الشبكة الكهربائية أديا
إلي انفجارها.

وصرح المهندس مجدي العزب، رئيس الشركة المصرية
لتشغيل وصيانة مترو الأنفاق، أنه في الساعة السابعة والنصف صباح أمس تم التبليغ عن
وجود قطع في الشبكة الهوائية بمحطة المرج، مشيرا إلي فصل الخدمة بين محطتي المرج
والمرج الجديدة، وتشغيلها حتي محطة عزبة النخل فقط.

السير على
القضبان

واختار بعض الركاب، الذين تأخروا عن وظائفهم، وطلاب
الجامعات الذين طاردهم شبح الخوف من التأخر عن امتحاناتهم، السير علي قضبان المترو
للوصول السريع إلي محطة المطرية، بعد أن أكد القائمون علي المحطة أن القطارات
ستنطلق من هناك، فيما اضطر البعض الآخر للخروج من المحطة بعد عبورهم سياجًا من
الزحام علي السلالم والسير لمسافة زمنية لا تقل عن نصف ساعة في الشارع للوصول إلي
المطرية، وسط ماراثون إجباري من المواطنين يجتمع عليه الكبير منهم قبل الصغير.
وفكرت نوعية أخرى من الركاب في اللجوء إلي أتوبيسات النقل العام في محاولة للوصول
إلي وظائفهم، ولكنهم واجهوا تأخر زحام المواصلات. ونظرًا لبعد المسافة بين محطات
عزبة النخل المرج والمطرية، عاد العديد من المواطنين إلي بيوتهم بعد أن اكتشفوا عطل
المترو وعدم قدرتهم علي الوصول إلي عملهم في الموعد المحدد، وتعرضهم للإجازة
والخصم.

وفي منطقة الخانكة وشبين القناطر والسلام، امتدت حالة الذعر إلي
الأهالي حينما وجدوا محطة مترو المرج الجديدة مغلقة بالأبواب الحديدية، ويتم منع
دخول الركاب لحدود المترو، بخلاف حضور قوة من مباحث المرج التي وقفت بجوار السور
الحديدي للمترو ومحاولة فض أي تجمع للمواطنين، إلا أنهم تجمعوا خارج الأسوار
الحديدية لمحطة المرج الجديدة. وعندما حاول الركاب الاستغاثة بأحد مسئولي الأمن
لمعرفة سبب العطل ، كانت الإجابة : "روحوا بيوتكم، المترو عطلان في كل الخطوط".
وأدى حجب المعلومات عن سبب تعطل المترو إلى ظهور الشائعات بأن انفجارًا سيحدث في
مترو الأنفاق!!.

امتحانات الطلاب

وفي
اتصال مع شبكة الأخبار العربية "محيط" قال دكتور عبد الحي عبيد الرئيس السابق
لجامعة حلوان: "عندما يكون الضرر جماعي يجب مراعاة ذلك في مواعيد الامتحانات"
مشيرًا إلى ما حدث في عهد رئاسته عندما تسببت أعطال مترو الأنفاق في تأخر الطلاب عن
مواعيد الامتحانات فأصدر حينها قرارا بتأجيل موعد الامتحان لمدة نصف
ساعة.

نفق الأزهر مظلم

ربما يذكرنا مشهد
نفق الأزهر بمأساة قطع الكهرباء عن قطاع غزة الفلسطيني ، بعد ان انقطع التيار
الكهربائي عن النفق لأكثر من ‏14‏ ساعة. وأشارت جريدة "الأهرام" المصرية إلى أن عطل
في لوحة توزيع كهرباء نفق الأزهر تسبب في انقطاع التيار عن النفق الشمالي المتجه من
منطقة وسط البلد حتي صلاح سالم‏.‏ وأدي التيار القوي إلي احتراق لوحة الجهد المنخفض
المسئولة عن تغذية الأحمال بمحطتي التهوية في صلاح سالم وجوهر القائد‏,‏ وإضاءة
مدخل النفق الشمالي‏.‏ وذكرت صحيفة "المصري اليوم" أن قوات أمن القاهرة عززت من
تواجد أفرادها علي كوبري أكتوبر وشارع الأزهر وصلاح سالم، في محاولة لاستيعاب
الكثافات المرورية المتوقعة عليها.

وتبادلت وزارة الكهرباء والهيئة القومية للأنفاق، الاتهامات
حول مسئوليتها عن العطل في النفق الذي يخدم نحو 40 ألف سيارة يوميًا. ونقلت الصحيفة
عن مصدر رسمي بشركة كهرباء جنوب القاهرة، مسؤولية الشركة عن قطع التيار الكهربائي
بالنفق وتدمير لوحة التحكم الأتوماتيكية المسئولة عن نقل الكهرباء إلي اللوحة
الاحتياطية في حالة الفصل عن الرئيسية، مشيراً إلي أن منطقة جنوب القاهرة لا توجد
بها مشكلة، كما أن درجات الحرارة المرتفعة لا تؤثر علي أحمال الكهرباء.

وقال المصدر إن العيب فني في المقام الأول لدي الهيئة القومية للأنفاق،
ورغم ذلك، أرسل المهندس محمود سامي، رئيس الشركة، فريقاً من الفنيين للمساعدة في
إصلاح العطل.بينما أصيب ثلاثة‏ عمال بحروق شديدة مساء أمس، أثناء قيامهم بمحاولة
إصلاح العطل الكهربائي بالنفق‏,‏ نتيجة صعقهم بتيار كهربائي قوي‏,‏ وتم نقلهم إلي
أحد المستشفيات