تاريخ الفراعنه من المهد إلى اللحد, الجزء الأول
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ الفراعنه من المهد إلى اللحد, الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
تقسيم العصور:-
كانت
حياة الفراعنة وحضارتهم ولا تزالان مثار اهتمام الباحثين المتخصصين والناس
العاديين في مختلف انحاء العالم , ولا عجب في ذلك فالحضارة التي استطاع
الفراعنة ان يبنوها تعتبر من اقدم الحضارات التي عرفها التاريخ ومن اعظمها
على الاطلاق , وتشير الحفريات الاثرية والآثار المكتشفة إلى مدى الثراء
البالغ الذي تمتعت به امبراطورية الفراعنة ومدى التقدم والرقي الذي انعكس
على مختلف جوانب الحياة في المجتمع المصري القديم .
وعندما نريد الحديث
عن الفراعنة يطول بنا المطاف حتى يسوقنا في جملة مواضيع تتعلق بتلك
الفترات الزمنيه التي عاصروها , وبالتأكيد لن تتسع هذه الصفحه لتخصيص
موضوع او بحث متكامل عنهم , فـ الخوض في التقدم العلمي الذي توصلوا اليه
بحد ذاته قد يحتاج لمجلدات ومجلدات , ولكني هنا أحببت ان القي نظرة سريعه
على حضارتهم التي أسرت عقول البشر في شتى انحاء العالم .
في عصر ماقبل
التاريخ بداء استقرار المصري القديم في وادي النيل ( تقريباً سنة 6000 ق.م
) حيث عرف الزراعه , واستأنس الحيوان , واستقر
في مجتمعات صغيره ,
فتقدمت حضارته وتكونت في مصر دولتان الدلتا والصعيد واتحدا سنة ( حوالي
3100 ق.م ) تحت سلطة موحده يحكمها الفرعون وكان ذلك في عهد " مينا " موحد
القطرين .
وفي العصر التاريخي الثاني عرفت الكتابه وتكونت مظاهر الدين
والفن , وينقسم هذا العصر الى 30 اسره فرعونيه حاكمه , عاشت مصر خلالها
بفترات قوّة وفترات اضمحلال وتفكك , واتفق المؤرخون على تقسيم تاريخ مصر
الفرعونيه الى عدة عصور واسر ملكيه , نجملها كالتالي :
1- ( العصر العتيق ) من نحو 3200 ق.م الى 2690 ق.م , ويشمل الأسرة الأولى , والأسرة الثانية .
2-
( عصر الدولة القديمة ) من نحو 2690 ق.م الى 2180 ق.م , ويعرف هذا العصر
باسم عصر بناة الأهرام، ويمتد من بداية الأسرة الثالثة حتى نهاية الأسرة
السادسة .
3- ( عصر الأنتقال الأول ) من نحو 2180 ق.م الى 2060 ق.م ,
وحكمته الأسر من السابعة حتي العاشرة وهى عصور الإقطاع ثم الإضمحلال الذي
أدى الي تدهور اجتماعي واقتصادى تلتها ثورة اجتماعية , وقد ازدهر الأدب في
هذا العصر .
4- ( عصر الدولة الوسطى ) من نحو 2060 ق.م الى 1785 ق.م ,
ويتكون من الاسرتين الحادية عشر والثانية عشرة . ويتميز هذا العصر باعادة
توحيد اقاليم الدولة والرخاء الاقتصادى والاستقرار الاجتماعى .
5- (
عصر الانتقال الثانى ) من نحو 1875 ق.م الى 1580 ق.م , ويضم الأسرات من
الثالثة عشرة الى السابعة عشرة , وقد حدثت فيه فوضى واضطرابات بعد احتلال
الهكسوس لمصر لمدة 150 سنة تقريبا , وفى هذا العصر عرفت مصر صناعة العجلات
الحربية وازدهرت الروح العسكرية واستعدت مصر للقضاء على الهكسوس فى عصر
الأسرة السابعة عشر التى تكونت من 4 ملوك هم : تاعا , تاعا الأكبر , سقنن
رع , كامس .
6- ( عصر الدولة الحديثة "الامبراطورية" ) من نحو 1580 ق.م
الى 1085 ق.م , وفى هذا العصر حدث تطور حربى عظيم بعد تحرير البلاد من
الهكسوس وتكونت الامبراطورية المصرية بعد فتح فلسطين والمناطق السورية
جنوبا حتى الشلال الرابع بالسودان , وعاشت مصر أزهى عصور الرفاهية والثراء
، وحدث تقدم عظيم فى الفنون والعلوم والتجارة الخارجية ، وبنيت المعابد
الكبرى كالكرنك والأقصر , وأعلنت مصر وحدانية الاله فى عهد اخناتون ,
ويتكون هذا العصر من ثلاث اسر : الاسرة الثامنة عشرة , والتاسعة عشرة ,
والعشرون .
7- ( عصر الأنتقال الثالث "العصر المتأخر" ) من 1085 ق.م
الى 332 ق.م , ويبدا هذا العصر ببداية الأسرة الحادية والعشرين وينتهى
بنهاية الأسرة الحادية والثلاثين , وفيه اضمحلت احوال البلاد وانفصلت
الدول التى كانت تابعة للامبراطورية ، وطمع فيها الليبيون والنوبيون
فحكموا مصر بعض الوقت , كما احتلها الفرس الى ان غزاها الإسكندر الأكبر .
ما نفتخر بوجوده:-
- الاهرامات :
الأهرامات
موجودة في الجيزة قرب القاهرة عاصمة مصر ، وسميت بالأهرامات نسبة إلى
شكلها الهرمي الشاهق الارتفاع وهي لا تزال شامخة وصامدة على الرغم من مرور
آلاف السنين على إقامتها ، وقد بناها المصريون القدماء .
أما سبب
بنائها فقد كان الفراعنة يؤمنون بالحياة بعد الموت وكانوا يعتقدون أن
سعادتهم في الحياة بعد الموت تتوقف على بقاء أجسادهم سليمة لذلك أصبحوا
يحنطون الأجساد كي تبقى سليمة، واهتموا بالاستعداد كثيراً وراح الفراعنة
يتفننون في تأمين كل ما يحتاجونه بعد موتهم وأراد ملوك الفراعنة أن تكون
قبورهم مميزة عن قبور بقية الشعب، لذلك قرروا بناء الأهرامات الضخمة
ليسكنوا فيها بعد موتهم.
وفي عهد الأسرة الفرعونية الرابعة شيد
الفراعنة الملوك ، خوفو ، وخفرع , ومنقرع الأهرامات الثلاثة التي سميت
بأسمائهم فوق هضبة الجيزة قرب القاهرة حالياً على الضفة الغربية لنهر
النيل ، كما بنى الفرعون خفرع تمثال (أبو الهول) وهو من أشهر تماثيل
العالم ، أما أكبر الأهرامات الثلاثة هو (خوفو) الذي بناه الملك الفرعوني
خوفو واستغرق بناء هذا الهرم عشرين عاماً ، ويبلغ ارتفاعه 146م وقد بلغت
كمية الأحجار التي استخدمت في بنائه حوالي 23 مليون قطعة حجرية .
ويمتاز
هرم خوفو الأكبر بأنه فريد في تصميمه الهندسي الداخلي حيث وضعت غرفة الدفن
بشكل لا يسمح باكتشافها بسهولة لحمايتها من اللصوص ,
أما الهرم الأوسط
من حيث الحجم فهو خفرع وقد بناه الملك خفرع الذي تلا خوفو في حكم مصر
القديمة ويبلغ طول الهرم 143 متراً , والهرم الثالث هو هرم الفرعون
(منقرع) وبناه الملك منقرع الذي جاء بعد الملك خفرع في الحكم وقد كان هذا
الفرعون عادلاً وأحبه الشعب ويبلغ طول هرمه 66 مترا .
ومع مرور
الزمن تخلى الملوك الفراعنة عن بناء الأهرامات واستخدامها كقبور لهم بعد
أن بنوا أكثر من 80 هرماً ، وأصبحوا يستخدمون سراديب منحوتة في الصخور لأن
الأهرامات أصبحت تتعرض للسرقة وسطو اللصوص .
ولكن الأهرامات بقيت
شامخة حتى اليوم ، وهي شاهد على حضارة المصريين القدماء وقوتهم حيث كان
ينقلون الحجارة من أماكن بعيدة وهو ما يعجز عنه الكثير من الناس حتى بعد
مرور آلاف السنين .
2- المسلات الفرعونيه :
المسلات التاريخية من
أشهر الآثار التى خلفها المصريون "وكلمة المسلة تعنى فى اللغة العربية
الإبرة" وشيدها الفراعنة للإشارة الى إصبع العقيدة الذى يشير الى عرش
الإله فى السماء وذلك تعبيراً عن وحدانية الخلق , والمسلة رمز عند
المصريين القدماء يعبر شكلها عن هرم (بن بن) ذى الأضلاع الأربعة التى تمثل
أركان الدنيا الأربعة ، وتتجة بشكلها الهرمى نحو السماء مكونة قمة المسلة
، أما جسم المسلة فهو القائم الذى يحملة فى عنان السماء ليربط بينها وبين
الأرض كرمز للإيمان , وقد أطلق المصريون القدماء اسم (تحن) على المسلة
ومعناة "إصبع الشعاع المضئ" وأطلق عليها مؤرخو الاغريق اسم ( Obelisk ) اى
الوتر او الإبرة ، وهو الاسم الذى اشتهرت به فى الغرب وترجمة العرب الى
(مسلة) ، ولقد سجل التاريخ ما ارتفع فى سماء مصر بما لا يقل عن مائة
وعشرين مسلة , وبعد ان كانت أرض الكنانة تحتفظ بين جنباتها بـ 12 مسلة
ترتفع فى سماء مصر ، سرقت تلك المسلات لترتفع فى عواصم وحواضر العالم
المتقدم ، لندن ، باريس ، روما ، القسطنطينية ، نيويورك إن تلك المسلات
التى وقفت صامدة تقاوم الزمن آلاف السنين تعبر عن عظمة لم يبق منها على
أرض مصر سوى خمس مسلات ، سقطت اثنتان منها وتركت مهملة فوق الأرض والثلاث
الأخريات معرضة للسقوط والانهيار ! ويقول ( هيرمان ) فى كتابه عن سرقة
الاثار: "إذا أردت ان تشاهد عظمة مصر فانظر الى مسلاتها التى تعبر عن
الخلود ، خلود الحضارة فى اسمى معانيها ، واذا أردت ان تشاهد تلك المسلات
فاذهب الى اى عاصمة من عواصم العالم المتحضر ، فستجد واحدة او اكثر تتصدر
أعظم ميادينها فى ما عدا مصر صانعة الحضارة" .
وعن سرقة المسلات
يقول الدكتور ( سيد جميل ) خبير الامم المتحدة : "ان هجرة المسلات
الفرعونية الى خارج البلاد بدأت عام 675 ق.م عندما قام آشور بانيبال بعد
احتلالة أرض مصر بنقل مسلتين من مسلات آون (عين شمس) ذكر ان احداهما كانت
تحمل اسم رمسيس الثانى والثانية تحمل اسم سيتى الاول لاقامتهما فى مدينة
نينوى عاصمة مملكتة الجديدة التى أسسها (سبنجريب الآشورى) بعد استيلائه
على بلاد الرافدين وإغراقها وتخريبها
استيلائه على بلاد الرافدين
وإغراقها وتخريبها , وأقام آشور بانيبال المسلتين فى الميدان الكبير
المواجة لقصره الذى يتوسط عاصمة ملكة ، والمسلتان يبلغ ارتفاع كل منهما 50
قدماً صنعت من كتلة واحدة من الجرانيت الوردى ، وكانت تكسو قمة كل منها
الواح من معدن الالكترون البراق .
وبعدها كان دور أباطرة الرومان الذين اهتموا بنقل المسلات المصرية الى روما عاصمة الامبراطورية ابتداء من عصر البطالمة .
ومن
ثم تم نقل اول مسلة فرعونية نقلت الى اوروبا والتي حلمها الامبراطور
(أغسطس) عند عودته من الزيارة التي اقامها الى مصر عام 55 ق.م وجعلها
تتوسط مدينة روما بعد قيامة بتجديدها وإعادة تخطيطها , ونقش بعض العبارات
باللغه اللاتينية على قاعدتها تبركاً بالملكة (إيزيس) والتي كان يطلق
عليها الرومان إسم (سيدةالعالم) , كما قام الإمبراطور (كاليجولا) بنقل
إحدى مسلات (تحتمس الثالث) من عين شمس واقامها في ميدان القديس بطريس ,
ومن ثم قام الامبراطور (دوماتيان) بنقل إحدى مسلات رمسيس الثاني عام 88م
والتي كانت موجوده في معبد تانيس لوضعها في بهو معبد إيزيس الذي اقيم
تقديساً لسيدة العالم المصرية على شاطيء نهر التيبر في روما , وفي عام 130
م نقل الامبراطور (هادريان) مسلة من هليوبوليس الى روما , وفي عام 330 م
نقل قسطنطين الاكبر عاهل الدولة الرومانية أكبر مسلة فرعونية وجدها في عين
شمس وهي تعد اكبر المسلات التي تم نقلها الى روما , وقد حاول إرسالها الى
بيزنطه لتجميل عاصمة مملكته الجديدة , ولكن محاولته واجهة صعوبات عديدة
فبقيت في مكانها على شاطيء الاسنكدرية 27 عام حتى قام ابنه قسطنطينيوس عام
357 م بنقلها الى روما حيث اعطى اوامره بإقامتها في ميدان مكسيموس .
ويقول
المؤرخون إن لعنة الفراعنة قد صحبتها من وقت نقلها من هليوبوليس فلم يتمتع
الامبراطور قسطنطين برؤيتها تزين عاصمة ملكه ، وتبعت اللعنة ابنه ، فبعد
المجهود الشاق الذى لاقاه فى نقل المسلة من الاسكندرية حتى وصلت الى روما
وأرادوا الاحتفال بإقامتها فإذا بها تتصدع فجأة عند محاولة رفعها , ومات
قسطنطينيوس في نفس السنه فتركت المسلة في مكانها ولم يجرؤ احد على محاولة
ترميمها حتى عام 1587 م أي بعد مرور 1230 عام كشف عنها ووجدت محطمة الى
ثلاث قطع فقام رومينكو فونتانا بأمر من البابا (سكوتش الخامس) بترميمها
واصلاحها واقامتها أمام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران كما أمر برفع
الصليب على قمتها كرمز على انتصار المسيحية على الوثنية ! .
وتعتبر
مسلة اللاتيران أكبر مسلة فرعونية نقلت خارج مصر حيث يبلغ ارتفاعها 105
اقدام ووزنها 455 طناً ، نقلها الامبراطور تيودورس عام 510م ، وهى فى
الواقع تمثل الجزء الأعلى فقط من مسلة مماثلة أصلاً فى الطول لمسلة
اللاتيران ويبلغ ارتفاع الجزء المتبقى منها حالياً 85 قدماً .
ويؤكد
المؤرخون أن مسلة روما هى آخر المسلات التى أقامها سيتى الأول عام 1290
ق.م ومات قبل أن ينقشها ، وقد أكمل نقشها ابنه الملك رمسيس الثانى ، وقد
نقلت الى روما فى أواخر عصر الحكم الرومانى وهى تقف الآن فى ميدان الشعب
(بياتزادل بوبولو) وسط روما ، وتعتبر من أشهر وأجمل مسلاتها ، وهى ثانى
مسلة فى روما تحمل اسم ملكين بعد مسلة اللاتيران .
ثم بدات هجرة
المسلات الثانية من مصر الى عواصم الدول الأوربية والأمريكية فى بداية
القرن التاسع عشر عندما جاءت الى أرض وادى النيل شخصيات أوربية جمعت
خليطاً من علماء الآثار ومحترفى الحفريات وتجار الآثار وأعضاء من عصابات
التهريب العالمية يتخفى معظمهم تحت اسماء مختلف الخبرات وتتستر عليهم
الحكومات الغربية والمنظمات التى يعملون لحسابها .
وبذلك كانت أول
المسلات التى اختفت من أرض مصر مسلة جزيرة (فيلة) المشهورة التى هربها
(بلزونى) بمغامرة خيالية ، حيث قام بسحبها من المعبد على (حزافيل) خشبية
صنعها من جذوع النخيل حتى وصلت الى شاطىء الجزيرة ، حيث أخفيت لعدة ايام
بين عيدان الغاب لحين وصول سفينة خاصة أعدت لتهريبها ، فنقلت اليها فى
ظلام الليل لتبحر بها فى مجرى النيل متجهة الى رشيد ، ومن هناك حملتها
سفينة يقال إنها تتبع الأسطول البريطانى , ووصلت المسلة الى شواطىء
انجلترا عام 1920م لتقام فى ساحة قصر (لنجزتون) فى دورست ، وهو المكان
الذى اختاره لها دوق ولنجتون الذى قيل إنه كانت له يد فى تهريبها .
وقام
بلزونى بمغامرة أخرى أكثر إثارة ، عندما قام بنقل أحد التماثيل الضخمة
لرمسيس الثانى من معبد الرامسيوم ونقله الى لندن حيث تصدر القاعة الكبرى
بالمتحف البريطانى .
تقسيم العصور:-
كانت
حياة الفراعنة وحضارتهم ولا تزالان مثار اهتمام الباحثين المتخصصين والناس
العاديين في مختلف انحاء العالم , ولا عجب في ذلك فالحضارة التي استطاع
الفراعنة ان يبنوها تعتبر من اقدم الحضارات التي عرفها التاريخ ومن اعظمها
على الاطلاق , وتشير الحفريات الاثرية والآثار المكتشفة إلى مدى الثراء
البالغ الذي تمتعت به امبراطورية الفراعنة ومدى التقدم والرقي الذي انعكس
على مختلف جوانب الحياة في المجتمع المصري القديم .
وعندما نريد الحديث
عن الفراعنة يطول بنا المطاف حتى يسوقنا في جملة مواضيع تتعلق بتلك
الفترات الزمنيه التي عاصروها , وبالتأكيد لن تتسع هذه الصفحه لتخصيص
موضوع او بحث متكامل عنهم , فـ الخوض في التقدم العلمي الذي توصلوا اليه
بحد ذاته قد يحتاج لمجلدات ومجلدات , ولكني هنا أحببت ان القي نظرة سريعه
على حضارتهم التي أسرت عقول البشر في شتى انحاء العالم .
في عصر ماقبل
التاريخ بداء استقرار المصري القديم في وادي النيل ( تقريباً سنة 6000 ق.م
) حيث عرف الزراعه , واستأنس الحيوان , واستقر
في مجتمعات صغيره ,
فتقدمت حضارته وتكونت في مصر دولتان الدلتا والصعيد واتحدا سنة ( حوالي
3100 ق.م ) تحت سلطة موحده يحكمها الفرعون وكان ذلك في عهد " مينا " موحد
القطرين .
وفي العصر التاريخي الثاني عرفت الكتابه وتكونت مظاهر الدين
والفن , وينقسم هذا العصر الى 30 اسره فرعونيه حاكمه , عاشت مصر خلالها
بفترات قوّة وفترات اضمحلال وتفكك , واتفق المؤرخون على تقسيم تاريخ مصر
الفرعونيه الى عدة عصور واسر ملكيه , نجملها كالتالي :
1- ( العصر العتيق ) من نحو 3200 ق.م الى 2690 ق.م , ويشمل الأسرة الأولى , والأسرة الثانية .
2-
( عصر الدولة القديمة ) من نحو 2690 ق.م الى 2180 ق.م , ويعرف هذا العصر
باسم عصر بناة الأهرام، ويمتد من بداية الأسرة الثالثة حتى نهاية الأسرة
السادسة .
3- ( عصر الأنتقال الأول ) من نحو 2180 ق.م الى 2060 ق.م ,
وحكمته الأسر من السابعة حتي العاشرة وهى عصور الإقطاع ثم الإضمحلال الذي
أدى الي تدهور اجتماعي واقتصادى تلتها ثورة اجتماعية , وقد ازدهر الأدب في
هذا العصر .
4- ( عصر الدولة الوسطى ) من نحو 2060 ق.م الى 1785 ق.م ,
ويتكون من الاسرتين الحادية عشر والثانية عشرة . ويتميز هذا العصر باعادة
توحيد اقاليم الدولة والرخاء الاقتصادى والاستقرار الاجتماعى .
5- (
عصر الانتقال الثانى ) من نحو 1875 ق.م الى 1580 ق.م , ويضم الأسرات من
الثالثة عشرة الى السابعة عشرة , وقد حدثت فيه فوضى واضطرابات بعد احتلال
الهكسوس لمصر لمدة 150 سنة تقريبا , وفى هذا العصر عرفت مصر صناعة العجلات
الحربية وازدهرت الروح العسكرية واستعدت مصر للقضاء على الهكسوس فى عصر
الأسرة السابعة عشر التى تكونت من 4 ملوك هم : تاعا , تاعا الأكبر , سقنن
رع , كامس .
6- ( عصر الدولة الحديثة "الامبراطورية" ) من نحو 1580 ق.م
الى 1085 ق.م , وفى هذا العصر حدث تطور حربى عظيم بعد تحرير البلاد من
الهكسوس وتكونت الامبراطورية المصرية بعد فتح فلسطين والمناطق السورية
جنوبا حتى الشلال الرابع بالسودان , وعاشت مصر أزهى عصور الرفاهية والثراء
، وحدث تقدم عظيم فى الفنون والعلوم والتجارة الخارجية ، وبنيت المعابد
الكبرى كالكرنك والأقصر , وأعلنت مصر وحدانية الاله فى عهد اخناتون ,
ويتكون هذا العصر من ثلاث اسر : الاسرة الثامنة عشرة , والتاسعة عشرة ,
والعشرون .
7- ( عصر الأنتقال الثالث "العصر المتأخر" ) من 1085 ق.م
الى 332 ق.م , ويبدا هذا العصر ببداية الأسرة الحادية والعشرين وينتهى
بنهاية الأسرة الحادية والثلاثين , وفيه اضمحلت احوال البلاد وانفصلت
الدول التى كانت تابعة للامبراطورية ، وطمع فيها الليبيون والنوبيون
فحكموا مصر بعض الوقت , كما احتلها الفرس الى ان غزاها الإسكندر الأكبر .
ما نفتخر بوجوده:-
- الاهرامات :
الأهرامات
موجودة في الجيزة قرب القاهرة عاصمة مصر ، وسميت بالأهرامات نسبة إلى
شكلها الهرمي الشاهق الارتفاع وهي لا تزال شامخة وصامدة على الرغم من مرور
آلاف السنين على إقامتها ، وقد بناها المصريون القدماء .
أما سبب
بنائها فقد كان الفراعنة يؤمنون بالحياة بعد الموت وكانوا يعتقدون أن
سعادتهم في الحياة بعد الموت تتوقف على بقاء أجسادهم سليمة لذلك أصبحوا
يحنطون الأجساد كي تبقى سليمة، واهتموا بالاستعداد كثيراً وراح الفراعنة
يتفننون في تأمين كل ما يحتاجونه بعد موتهم وأراد ملوك الفراعنة أن تكون
قبورهم مميزة عن قبور بقية الشعب، لذلك قرروا بناء الأهرامات الضخمة
ليسكنوا فيها بعد موتهم.
وفي عهد الأسرة الفرعونية الرابعة شيد
الفراعنة الملوك ، خوفو ، وخفرع , ومنقرع الأهرامات الثلاثة التي سميت
بأسمائهم فوق هضبة الجيزة قرب القاهرة حالياً على الضفة الغربية لنهر
النيل ، كما بنى الفرعون خفرع تمثال (أبو الهول) وهو من أشهر تماثيل
العالم ، أما أكبر الأهرامات الثلاثة هو (خوفو) الذي بناه الملك الفرعوني
خوفو واستغرق بناء هذا الهرم عشرين عاماً ، ويبلغ ارتفاعه 146م وقد بلغت
كمية الأحجار التي استخدمت في بنائه حوالي 23 مليون قطعة حجرية .
ويمتاز
هرم خوفو الأكبر بأنه فريد في تصميمه الهندسي الداخلي حيث وضعت غرفة الدفن
بشكل لا يسمح باكتشافها بسهولة لحمايتها من اللصوص ,
أما الهرم الأوسط
من حيث الحجم فهو خفرع وقد بناه الملك خفرع الذي تلا خوفو في حكم مصر
القديمة ويبلغ طول الهرم 143 متراً , والهرم الثالث هو هرم الفرعون
(منقرع) وبناه الملك منقرع الذي جاء بعد الملك خفرع في الحكم وقد كان هذا
الفرعون عادلاً وأحبه الشعب ويبلغ طول هرمه 66 مترا .
ومع مرور
الزمن تخلى الملوك الفراعنة عن بناء الأهرامات واستخدامها كقبور لهم بعد
أن بنوا أكثر من 80 هرماً ، وأصبحوا يستخدمون سراديب منحوتة في الصخور لأن
الأهرامات أصبحت تتعرض للسرقة وسطو اللصوص .
ولكن الأهرامات بقيت
شامخة حتى اليوم ، وهي شاهد على حضارة المصريين القدماء وقوتهم حيث كان
ينقلون الحجارة من أماكن بعيدة وهو ما يعجز عنه الكثير من الناس حتى بعد
مرور آلاف السنين .
2- المسلات الفرعونيه :
المسلات التاريخية من
أشهر الآثار التى خلفها المصريون "وكلمة المسلة تعنى فى اللغة العربية
الإبرة" وشيدها الفراعنة للإشارة الى إصبع العقيدة الذى يشير الى عرش
الإله فى السماء وذلك تعبيراً عن وحدانية الخلق , والمسلة رمز عند
المصريين القدماء يعبر شكلها عن هرم (بن بن) ذى الأضلاع الأربعة التى تمثل
أركان الدنيا الأربعة ، وتتجة بشكلها الهرمى نحو السماء مكونة قمة المسلة
، أما جسم المسلة فهو القائم الذى يحملة فى عنان السماء ليربط بينها وبين
الأرض كرمز للإيمان , وقد أطلق المصريون القدماء اسم (تحن) على المسلة
ومعناة "إصبع الشعاع المضئ" وأطلق عليها مؤرخو الاغريق اسم ( Obelisk ) اى
الوتر او الإبرة ، وهو الاسم الذى اشتهرت به فى الغرب وترجمة العرب الى
(مسلة) ، ولقد سجل التاريخ ما ارتفع فى سماء مصر بما لا يقل عن مائة
وعشرين مسلة , وبعد ان كانت أرض الكنانة تحتفظ بين جنباتها بـ 12 مسلة
ترتفع فى سماء مصر ، سرقت تلك المسلات لترتفع فى عواصم وحواضر العالم
المتقدم ، لندن ، باريس ، روما ، القسطنطينية ، نيويورك إن تلك المسلات
التى وقفت صامدة تقاوم الزمن آلاف السنين تعبر عن عظمة لم يبق منها على
أرض مصر سوى خمس مسلات ، سقطت اثنتان منها وتركت مهملة فوق الأرض والثلاث
الأخريات معرضة للسقوط والانهيار ! ويقول ( هيرمان ) فى كتابه عن سرقة
الاثار: "إذا أردت ان تشاهد عظمة مصر فانظر الى مسلاتها التى تعبر عن
الخلود ، خلود الحضارة فى اسمى معانيها ، واذا أردت ان تشاهد تلك المسلات
فاذهب الى اى عاصمة من عواصم العالم المتحضر ، فستجد واحدة او اكثر تتصدر
أعظم ميادينها فى ما عدا مصر صانعة الحضارة" .
وعن سرقة المسلات
يقول الدكتور ( سيد جميل ) خبير الامم المتحدة : "ان هجرة المسلات
الفرعونية الى خارج البلاد بدأت عام 675 ق.م عندما قام آشور بانيبال بعد
احتلالة أرض مصر بنقل مسلتين من مسلات آون (عين شمس) ذكر ان احداهما كانت
تحمل اسم رمسيس الثانى والثانية تحمل اسم سيتى الاول لاقامتهما فى مدينة
نينوى عاصمة مملكتة الجديدة التى أسسها (سبنجريب الآشورى) بعد استيلائه
على بلاد الرافدين وإغراقها وتخريبها
استيلائه على بلاد الرافدين
وإغراقها وتخريبها , وأقام آشور بانيبال المسلتين فى الميدان الكبير
المواجة لقصره الذى يتوسط عاصمة ملكة ، والمسلتان يبلغ ارتفاع كل منهما 50
قدماً صنعت من كتلة واحدة من الجرانيت الوردى ، وكانت تكسو قمة كل منها
الواح من معدن الالكترون البراق .
وبعدها كان دور أباطرة الرومان الذين اهتموا بنقل المسلات المصرية الى روما عاصمة الامبراطورية ابتداء من عصر البطالمة .
ومن
ثم تم نقل اول مسلة فرعونية نقلت الى اوروبا والتي حلمها الامبراطور
(أغسطس) عند عودته من الزيارة التي اقامها الى مصر عام 55 ق.م وجعلها
تتوسط مدينة روما بعد قيامة بتجديدها وإعادة تخطيطها , ونقش بعض العبارات
باللغه اللاتينية على قاعدتها تبركاً بالملكة (إيزيس) والتي كان يطلق
عليها الرومان إسم (سيدةالعالم) , كما قام الإمبراطور (كاليجولا) بنقل
إحدى مسلات (تحتمس الثالث) من عين شمس واقامها في ميدان القديس بطريس ,
ومن ثم قام الامبراطور (دوماتيان) بنقل إحدى مسلات رمسيس الثاني عام 88م
والتي كانت موجوده في معبد تانيس لوضعها في بهو معبد إيزيس الذي اقيم
تقديساً لسيدة العالم المصرية على شاطيء نهر التيبر في روما , وفي عام 130
م نقل الامبراطور (هادريان) مسلة من هليوبوليس الى روما , وفي عام 330 م
نقل قسطنطين الاكبر عاهل الدولة الرومانية أكبر مسلة فرعونية وجدها في عين
شمس وهي تعد اكبر المسلات التي تم نقلها الى روما , وقد حاول إرسالها الى
بيزنطه لتجميل عاصمة مملكته الجديدة , ولكن محاولته واجهة صعوبات عديدة
فبقيت في مكانها على شاطيء الاسنكدرية 27 عام حتى قام ابنه قسطنطينيوس عام
357 م بنقلها الى روما حيث اعطى اوامره بإقامتها في ميدان مكسيموس .
ويقول
المؤرخون إن لعنة الفراعنة قد صحبتها من وقت نقلها من هليوبوليس فلم يتمتع
الامبراطور قسطنطين برؤيتها تزين عاصمة ملكه ، وتبعت اللعنة ابنه ، فبعد
المجهود الشاق الذى لاقاه فى نقل المسلة من الاسكندرية حتى وصلت الى روما
وأرادوا الاحتفال بإقامتها فإذا بها تتصدع فجأة عند محاولة رفعها , ومات
قسطنطينيوس في نفس السنه فتركت المسلة في مكانها ولم يجرؤ احد على محاولة
ترميمها حتى عام 1587 م أي بعد مرور 1230 عام كشف عنها ووجدت محطمة الى
ثلاث قطع فقام رومينكو فونتانا بأمر من البابا (سكوتش الخامس) بترميمها
واصلاحها واقامتها أمام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران كما أمر برفع
الصليب على قمتها كرمز على انتصار المسيحية على الوثنية ! .
وتعتبر
مسلة اللاتيران أكبر مسلة فرعونية نقلت خارج مصر حيث يبلغ ارتفاعها 105
اقدام ووزنها 455 طناً ، نقلها الامبراطور تيودورس عام 510م ، وهى فى
الواقع تمثل الجزء الأعلى فقط من مسلة مماثلة أصلاً فى الطول لمسلة
اللاتيران ويبلغ ارتفاع الجزء المتبقى منها حالياً 85 قدماً .
ويؤكد
المؤرخون أن مسلة روما هى آخر المسلات التى أقامها سيتى الأول عام 1290
ق.م ومات قبل أن ينقشها ، وقد أكمل نقشها ابنه الملك رمسيس الثانى ، وقد
نقلت الى روما فى أواخر عصر الحكم الرومانى وهى تقف الآن فى ميدان الشعب
(بياتزادل بوبولو) وسط روما ، وتعتبر من أشهر وأجمل مسلاتها ، وهى ثانى
مسلة فى روما تحمل اسم ملكين بعد مسلة اللاتيران .
ثم بدات هجرة
المسلات الثانية من مصر الى عواصم الدول الأوربية والأمريكية فى بداية
القرن التاسع عشر عندما جاءت الى أرض وادى النيل شخصيات أوربية جمعت
خليطاً من علماء الآثار ومحترفى الحفريات وتجار الآثار وأعضاء من عصابات
التهريب العالمية يتخفى معظمهم تحت اسماء مختلف الخبرات وتتستر عليهم
الحكومات الغربية والمنظمات التى يعملون لحسابها .
وبذلك كانت أول
المسلات التى اختفت من أرض مصر مسلة جزيرة (فيلة) المشهورة التى هربها
(بلزونى) بمغامرة خيالية ، حيث قام بسحبها من المعبد على (حزافيل) خشبية
صنعها من جذوع النخيل حتى وصلت الى شاطىء الجزيرة ، حيث أخفيت لعدة ايام
بين عيدان الغاب لحين وصول سفينة خاصة أعدت لتهريبها ، فنقلت اليها فى
ظلام الليل لتبحر بها فى مجرى النيل متجهة الى رشيد ، ومن هناك حملتها
سفينة يقال إنها تتبع الأسطول البريطانى , ووصلت المسلة الى شواطىء
انجلترا عام 1920م لتقام فى ساحة قصر (لنجزتون) فى دورست ، وهو المكان
الذى اختاره لها دوق ولنجتون الذى قيل إنه كانت له يد فى تهريبها .
وقام
بلزونى بمغامرة أخرى أكثر إثارة ، عندما قام بنقل أحد التماثيل الضخمة
لرمسيس الثانى من معبد الرامسيوم ونقله الى لندن حيث تصدر القاعة الكبرى
بالمتحف البريطانى .
مواضيع مماثلة
» أفضل صور وخلفيات عام 2008 الجزء الأول
» اكبر مكتبة للافلام المصريه الجزء الأول
» تاريخ البحرين
» تاريخ الجاسوسية
» حمل كتاب تاريخ الطب
» اكبر مكتبة للافلام المصريه الجزء الأول
» تاريخ البحرين
» تاريخ الجاسوسية
» حمل كتاب تاريخ الطب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى